من حوار الأربعاء

حوار الأربعاء العلمي الأسبوعي (15)

التمويل الإسلامي الأصغر من منظور اجتماعي
 والقائم على القيم الدينية

عثمان أوراكازي
 مدير مركز البحوث والتنمية
 بنك الجزيرة – جدة – المملكة العربية السعودية

الأربعاء 5 ربيع الثاني 1435هـ الموافق 5 فبراير 2014م

 المستخلص. يعالج القسم الأول من الورقة الحكمة من تأكيد الله، سبحانه وتعالى،  في الوحي الإلهي على أهمية ووصف مفهوم الملكية للأصول والموارد الطبيعية. وقد فحص الباحث وجهات النظر المختلفة لعلماء الاقتصاد الإسلامي والذين ناقشوا هذا المفهوم في كتبهم ليستخلصوا أننا لم نتمكن، في العصر الحديث، من خلق الوعي الكامل لهذا المفهوم في المجتمعات الإسلامية بشكل خاص والغرب بشكل عام. وتبين النتائج أنه إذا فشلنا في أن ندرك تماما أهمية هذا المفهوم (الملكية) وأنه سبحانه وتعالى هو المالك النهائي والحقيقي لكافة الأصول فإننا سنفشل في السيطرة على الجشع قلوبنا وعقولنا مما سيعني زيادة القلق وعدم الاستقرار ويرفع التكلفة الاجتماعية والاقتصادية في مجتمعاتنا. ويستكشف الفصل الثاني في بحثنا الاختلاف بين التسلسل الهرمي الإلهي للاحتياجات وتسلسل (ماسلو) لتسليط الضوء على الأهداف الاجتماعية والاقتصادية المرجوة كما وردت في الوحي الإلهي؟. تعالج الورقة أيضا مقارنة موجزة بين من يملكون ومن لا يملكون في المجتمع الإسلامي وأن التفاوت بين الأغنياء والفقراء هو قانون طبيعي ومن المسلمات التي يجب أن تكون موجودة منطقيا؛ بحيث يحفز ذلك التباين النشاط الاقتصادي والحاجة إلى كل نوع من أنواع التجارة والخدمات مما يمكن أن يكون سبباً لتلبية احتياجات كامل من المجتمع. ومع ذلك، فإن مستوى التباين الحالي بين الأغنياء والفقراء والذي يتمثل في حقيقة أن 3 مليار شخص يعيشون تحت خط الفقر (أي يكسبون أقل من دولار واحد في اليوم) مقلق وأن الحل في الوحي الإلهي هو إنشاء الجمعيات الخيرية. أكدت نتائج البحث فشل المجتمعات الإسلامية في الالتزام بتوزيع الزكاة الإلزامية المذكورة 32 مرة في القران الكريم، والصدقات والكفارات المذكورة 73 مرة في القرآن الكريم. أما السنة النبوية فقد بينت أهمية التنازل الطوعي للمحتاجين لما هو فائض عن حاجاتنا. والفصل الثالث يناقش حصرياً دراسة حالة تمويل المشاريع الصغيرة في إطار المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR) كما نفذت في بعض البنوك والمؤسسات المالية في المملكة العربية السعودية. تخلص الورقة إلى أن وفقا للتوجيهات الإلهية  فإن  القرض الحسن والذي ورد ست مرات في القرآن الكريم يجب أن يستخدم كأداة من قبل الأفراد والمؤسسات للتمويل الصغير لحال المشاكل الاجتماعية.