من حوار الأربعاء 1440

حوار الأربعاء العلمي الأسبوعي رقم (25)

مراجعة كتاب:

حركة نشر أفكار المروجين لفوائد البنوك الربوية :

دراسة نقدية لكتاب  "ما هو الربا؟" لإقبال سهيل

أ.د. عبدالعظيم إصلاحي
باحث - معهد الاقتصاد الإسلامي
جامعة الملك عبدالعزيز – جدة – المملكة العربية السعودية 

الأربعاء 13  رجب  1440هـ الموافق 20  مارس  2019م

المستخلص

في أعقاب سقوط إمبراطورية المغول وإقامة الحكم الاستعماري البريطاني، في منتصف القرن التاسع عشر، تدهور الوضع الاقتصادي للمسلمين في الهند. وكانت تلك الفترة هي فترة إنشاء البنوك، وكان الإستثمار بفائدة يعتبر استثمارًا آمنًا وخاليًا من المخاطر. لكن معظم المسلمين تجنبوا ذلك حرمة و ورعاً، و للأسف اعتقدت مجموعة من المسلمين المتعلمين حديثاً، أن عدم القبول بالربا ، الفوائد الربوية، كان هو السبب الرئيسي وراء تخلف المسلمين وتدهور اعمالهم واستثماراتهم. فبدأوا حركة لنشر فكرهم وكتابة الكتب والمقالات، وفي مقدمة هذه الأعمال كان كتاب إقبال سهيل "ما الربا؟ " . ينقسم هذا الكتاب إلى جزأين – الأول كان لمناقشة ربا الفضل والفصل الثاني لمناقشة فوائد البنوك. وفيما يتعلق بالجزء الأول ، فقد قمت بعرضه في العام الماضي 2018 م في أحد مناقشات حوار الأربعاء. وفي بحثي هذا اتصدى للجزء الثاني من الكتاب. كان يمكن لمناقشات سهيل حول ربا الفضل ان تكون جديرة بالاهتمام لولا استخدمه ذلك النقاش كديباجة لرفض المفاهيم المعروفة والمتداولة لمعنى الربا. و بناءً على فهمه لربا الجاهلية يدعي سهيل أن الربا يحرم فقط ان كان لم يذكر في بداية العقد كشرط لمبلغ القرض. ثم مرة أخرى يشير الى آية اضعاف مضاعفة ويدّعي انها تعنى الفائدة المركبة فقط وهي التي تعد محرمة فقط.اما نقاشه الأخير فقد توجه الى إضفاء الشرعية و إجازة التعامل بالربا في غير بلاد المسلمين (دار الحرب) ان تواجد المسلمون في تلك الديار.للأسف أثّرت أفكار كتاب سُهيل في العديد من الكتاب المسلمين في عصره في تلك الفترة، و من الغريب عدم تصدي احداً من اقرانه من علماء الاقتصاد المسلمين لحججه وطروحاته الكاذبة ، فقط كتاب الإمام أبو الأعلى المودودي  رحمه الله  بعنوان "سوود" الذي بدأ كتابته خلال الفترة نفسها يمكن اعتباره الرد المناسب على إفتراءات وأكاذيب إقبال سهيل على الرغم من أن الأول لا يشير أبداً إلى هذا الأخير.