من حوار الأربعاء 1440

حوار الأربعاء العلمي الأسبوعي رقم (11)

ملامح اقتصادية من حياة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه 

Full Text

د. منصور بن عبدالرحمن الغامدي
 كلية الآداب والعلوم الإنسانية
جامعة الملك عبدالعزيز – جدة – المملكة العربية السعودية 

الأربعاء 13 ربيع الثاني 1440 هـ الموافق 21 نوفمبر  2018م

المستخلص

أولا: ميسرة النبي صلى الله عليه وسلم وعسره

وقد عرض البحث نماذج من أحوال النبي صلى الله عليه وسلم المختلفة في مراحل حياته من حيث يسره وعسره، وجمع بينها من خلال هذه الأمور:

* أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن على حال واحدة دائما من اليسر أو العسر.

* أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت حاله وحال أهله بعد خيبر أيسر من حاله قبلها.

* أن الصحابة  رضي الله عنهم كانوا يكرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقدمونه على أنفسهم وأهلهم.

* أن أحوال الإعسار لم تكن بسبب قلة ذات يد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وإنما كانت بسبب إنفاقه الدائم والمستمر وإيثاره على نفسه، وحبه للصدقة.

ثانيا: استدانة النبي صلى الله عليه وسلم

وعرض البحث لاستدانته صلى الله عليه وسلم من يهودي وأعرابي

ولعل غرض الاستدانة منهم وترك الاستدانة من أثرياء الصحابة المهاجرين والأنصار المؤمنين الصادقين حرص النبي الكريم على تجنب محاباته، وعملا بقول الله تعالى قل لا أسألكم عليه أجرا. فلذلك كان يستدين إن احتاج ممن يعرف منهم عدم التردد في مطالبته بل ربما طالبوه بفظاظة وغلظة كما جاء في الصحيحين.

ثالثا: قبول الهدية والمكافأة عليها

ليس معنى قبول النبي صلى الله عليه وسلم للهدية أنه يعتبرها دخلا اقتصاديا يستمتع به، بل كان رسول الله يعدُّها ويعاملها كالدَّين عليه إلى أن يثيب عليها بأكمل منها وأفضل؛ عملا بقول الله تعالى (وما لأحد عنده من نعمة تجزى)، وبالتالي فإن كلفتها المادية عليه أعلى من كلفة المعاوضة العادلة.

رابعا: شراء النبي صلى الله عليه وسلم

لم يرد أحاديث كثيرة في شراء النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما ورد مثلا حديث عروة بن الجعد البارقي، وربما كانت الوكالة في لعروة تجنبا لمحاباة الرسول الكريم في البيع، والله أعلم.

خامسا: شراء النبي صلى الله عليه وسلم لغرض الإكرام

وقد استشهد البحث بواقعتين حصلتا لجابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام الأنصاري، ولعبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم، وكان الهدف من هذا الشراء الذي وقع منه صلى الله عليه وسلم تطييب خواطرهما، ففي حالة جابر رضي الله عنه جمع له الرسول صلى الله عليه وسلم بين الثمن والمثمن، وفي حالة ابن عمر رضي الله عنه خلصه من عتاب والده الفاروق وملّكه الدابّة التي كان يركبها لوالده فصارت ملكا خالصا للابن عبدالله بن عمر.

وفي الختام:

أسأل الله العلي العظيم الكريم أن يجمعنا بنبيه الكريم في فردوسه الأعلى، وأن يرزقنا شفاعته، وأن يسقينا من حوضه الشريف بيده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدا، وأن يحشرنا في زمرته، ويجعلنا من حزبه، ويقبضنا على سنته، ويشرفنا باتباعه. اللهم آمين.




آخر تحديث
1/20/2019 10:44:05 AM