حقائق عن الأيدز


مقدمة:

يعتبر وباء نقص المناعة المكتسب (الإيدز) من أكثر الأوبئة فتكاً في تاريخ البشرية ، فمنذ اكتشافه في عام ١٩٨١م وحتى نهاية عام ٢٠٠٧م أصاب المرض حوالي ٨٦ مليون شخص قتل منهم ما بين ٣٠- ٣٦ مليونا من الرجال والنساء والأطفال المولودين لأمهات مصابات. ينتشر الإيدز حاليا في أغلب دول العالم ، ويقدر عدد الأشخاص الحاملين للفيروس المسبب للإيدز ، ويطلق عليه ( HIV )  حالياً بـ ٣٣مليون شخص. و تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية الى أن مايزيد عن ٩٥% من الإصابات تتركز في الدول النامية وخاصة في الدول الأفريقية جنوب الصحراء حيث كانت بداية المرض  والتي لا زالت تعتبر أكثر الدول إصابة به ، ودول جنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا الشرقية وغيرها. وقد شمل انتشار المرض منطقة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تشمل أغلب الدول العربية ، حيث قدر عدد الأشخاص الحاملين للفيروس في هذه المنطقة في عام ٢٠٠٧م بـ ٣٨٠ ألفاً  ، كما توفي بالمرض في ذلك العام ٠٠٠,٢٥ ألفاً.

تؤدي الإصابة بفيروس الإيدز بعد عدة سنوات إلى إنهاك مناعة الجسم إلى درجة كبيرة مما يسمح لكثير من الأخماج الإنتهازية مثل السل و أمراض طفيلية أو فيروسية  بأخرى كثيرة بالظهور، وهذه الأمراض وكذلك بعض أنواع الأورام ، مثل ورم كابوسي ، تكون هي السبب المباشر في وفاة المريض.

تم اكتشاف فيروس الإيدز في عام ١٩٨٣م ، وقد ساعد ذلك على تطوير فحوصات مخبرية للكشف عن الإصابة في دم المتبرعين ، مما ساعد على خفض خطر الإصابة بواسطة نقل الدم. وتشمل طرق الإصابة الرئيسة حاليا الاتصال الجنسي بين الرجل والمرأة أو بين الرجل والرجل، كما تشمل الانتقال بواسطة إبر المخدرات الوريدية الملوثة. وينتقل المرض من الأم المصابة لطفلها.

حتى الآن لم يتم تطوير لقاح للإيدز ، ولكن تم إكتشاف العديد من العقاقير التي تمنع تكاثر الفيروس في الجسم وإن كانت لا تؤدي إلى زواله نهائياً.  ويتطلب العلاج استعمال خليط يحتوي على عقارين أو ثلاثة عقاقير معاً، وتستمر فترة العلاج مدى الحياة.

تتركز مكافحة الإيدز على أربعة محاور هي:

1.   الوقاية بتجنب السلوك الجنسي الخطر وحصر الإتصال الجنسي في الزواج الشرعي.

2.   تجنب المشاركة في الإبر الملوثة بالنسبة لمتعاطي المخدرات الوريدية.

3.   الكشف المبكر عن المرض بإجراء الفحص المخبري ، حيث يتم تشجيع جميع الممارسين للسلوك الذي يعرضهم للعدوى على فحص أنفسهم ، ويشمل ذلك أيضاً النساء الحوامل.

4.   العلاج بواسطة الأدوية عالية الفعالية ويطلق عليها (  HAART )  ويشمل ذلك جميع المصابين الذين بدأ ينخفض عندهم مستوى المناعة وكذلك الأمهات الحوامل المصابات بالعدوى ومواليدهن.

                       

الجوانب الإجتماعية للإصابة بالإيدز:

كثير من الأمراض التي تنتشر في المجتمعات البشرية قد تكون جذورها وأسبابها اجتماعية، فكثير من العوامل الاجتماعية مثل الفقر والتفكك الأسري وانتشار استعمال المخدرات والسلوك الجنسي المتحرر لها تأثير ودور في حدوث المرض وكذلك في الإصابة به وبالتالي في الوقاية و اجتناب الإصابة به. في هذا السياق يظهر دور كبير وفعال لعدد من المؤسسات الاجتماعية في حماية أفراد المجتمع أو أعضائها من الإصابة بالمرض. فقد تظهر أو تبرز بعض الإجرائات الوقائية أو التشريعات الاجتماعية المقيدة والمتحكمة في مدى انتشار المرض. فإذا كان التركيز في السابق على الجوانب والعوامل الطبيعية والجينية في الاصابة بالمرض فقد أكدت الدراسات والأبحاث أن هناك عوامل اجتماعية ثقافية لها دور كبير في الإصابة بالمرض ومن هنا اتجه التركيز على دور العوامل الاجتماعية والثقافية في أسباب الإصابة بالمرض.


آخر تحديث
10/3/2009 10:09:35 AM