من حوار الأربعاء 1439

حوار الأربعاء العلمي الأسبوعي رقم (23)

ما مصدر النقود المتداولة في الاقتصادات المعاصرة؟

دراسة كشفية استطلاعية

Full Text

تقديم د. أحمد مهدي بلوافي

معهد الاقتصاد الإسلامي - جامعة الملك عبدالعزيز - جدة

البريد الإلكتروني: ambelouafi@kau.edu.sa

الأربعاء 05 جمادى الآخر 1439 هـ الموافق 21 فبراير  2018م

المستخلص

مستخلص موسع.  في عام 1975م نشر الاقتصادي الأمريكي جون كينيث جالبرايث (John Kenneth Galbraith) كتاباً حول النقود "ما مصدرها، وأين تُستخدم؟" أشار فيه إلى مسألة قد تكون صادمة للبعض مفادها أن "دراسة النقود -من بين سائر موضوعات [علم] الاقتصاد- يتم التطرق إليها بشكل معقد [أو غامض] من أجل إخفاء الحقيقة عِوضاً عن تبيانها". يشارك جالبرايث رأيه هذا العديد من الاقتصاديين "المناوئين" لطروحات المدرسة النيوكلاسية السائدة فيما يتعلق بالنقود: ماهيتها، وحقيقة دورها. وفي أعقاب الأزمة المالية الأمريكية (2007-2008م) عاود العديد من الاقتصاديين التركيز على الموضوع نفسه على أساس أن الناس -بل حتى المتخصصين منهم- لا يدركون طبيعة النقود التي يتعاملون بها، ناهيك عن أبعادها وآثارها. يحاول هذا البحث استجلاء حقيقة هذه الدعوى عبر دراسة كشفية-استطلاعية تستهدف شرائح مختلفة من المجتمع. نقطة البداية كانت من المؤسسات التعليمية التي يُفترض أن يكون فيها قدراً لا بأس به من الإلمام والوعي بهذا الموضوع وأبعاده. ومن أجل تحقيق هذا الغرض صَمَّمَ الباحث استبانة بسيطة جداً تتكون من ستة أسئلة وزعها -حسبما سمح به الوقت وفي ظرف زمني قصير جداً- على بعض أعضاء هيئة التدريس والمحاضرين والطلاب في كل من كلية الاقتصاد والإدارة، ومعهد الاقتصاد الإسلامي. تلقى الباحث 86 إجابة صالحة للتحليل من بين 100 استبانة تم توزيعها. تمثلت الخصائص الرئيسة للذين تفضلوا بالإجابة ما تضمنه الشكلان الموضحان أدناه:

 

 

توزيع الذين أجابوا حسب تخصصاتهم العلمية والتعليمية

 


 

 

توزيع الذي أجابوا في الاستبانة حسب وظيفتهم

 


 

أما الإجابات عن الأسئلة التي تضمنتها الاستبانة فكانت على النحو التالي:

  1. فيما يتعلق بالسؤال الخاص بتعريف النقود اختار حوالي ثلاثة أرباع الذين أجابوا (73%) التعريف الاقتصادي الشائع للنقود، في حين اختار البقية التعريف الذي قصرها على تمثلها في النقود الورقية التي تُصدرها الدول.
  2. وفيما يخص سؤال: هل النقود المستخدمة في الاقتصاد يقتصر إصدارها و/أو توليدها كلية على الدولة؟ أجاب الغالبية (58%) بلا، و33% بنعم، و9% بلا أدري.
  3. وعن الجهة التي تشارك الدولة في "إصدار" النقود المتداولة أشار حوالي نصف أفراد العينة (49%) إلى أن تلك الجهة تتمثل في البنوك بجميع أنواعها، وحوالي الثلث (27%) أجابوا بلا أدري، و18% ذكروا أن البنوك التجارية هي التي تقوم بذلك، في حين أشار 6% من أفراد العينة إلى البنوك المتخصصة.
  4. وفيما يخص نسبة حجم النقود الورقية الرسمية المتداولة إلى الحجم الإجمالي للكتلة النقدية (money supply)؛ الغالبية (42%) أجابوا بأن النسبة تتجاوز 50%، و 23% أشاروا إلى أنها تتراوح بين (20-30%)، و15% ذكروا بأنها تتراوح بين (10-20%)، و15% آخرين أشاروا إلى أنها تتراوح بين (30-40%)، في حين أن 5% قالوا أن تلك النسبة لا تتجاوز 5%.

فما دلالات تلك الإجابات؟ وبما يمكن تفسيرها؟ وهل يمكن القول إنها تعزز ما ذهب إليه جالبرايث ومن يرى رأيه؟ أم أن الأمر خلاف ذلك؟ هذه بعض التساؤلات التي يحاول البحث استجلاء حقيقتها في هذا الموضوع الهام والحساس.



آخر تحديث
2/28/2018 6:13:31 PM