|
حوار الأربعاء العلمي الأسبوعي رقم (12)
المقصد الاقتصادي لتحريم ربا الفضل
أ.د. سيف الدين إبراهيم تاج الدين
أستاذ التمويل بكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - الرياض - المملكة العربية السعودية
الأربعاء 11 ربيع الأول 1439 هـ الموافق 29 نوفمبر 2017م
المستخلص
تهدف هذه الورقة الى التحري عن المقصد الاقتصادي لتحريم ربا الفضل - أي معقول معناه وحكمة تحريمه - بناءاً على خلفية مبدئية عن تباين آراء الفقهاء حول طبيعة الأصناف الستة (الذهب والفضة والتمر والملح والبر والشعير) التي شملها هذا الحكم الشرعي وما يكتنفها من علل فقهية يمكن القياس عليها. ومع التسليم بأن التحري الفقهي يدور حول تحقيق "العلة" الظاهرة والمنضبطة بينما يدور معقول المعنى الاقتصادي حول "الحكمة" المتصفة غالباً بالخفاء والاضطراب، فإن ذلك لا يقلل من إمكانية الاستفادة من المدخل الفقهي في موضوع هذه الورقة لأن تحقيق "العلة" في نهاية الأمر إنما هو مظنة تحقيق "الحكمة". وعليه، فقد تبين أن تعليل المذهب المالكي للذهب والفضة بعلة "الثمنية" والاًصناف الأربعة الأخيرة بـعلة "الطعمية المقتاتة والمدخرة" هو الأقرب الى معقول المعنى الاقتصادي، نظراً لقوة الطلب الذي يتميز به الطعام المقتات والمدخر وتدني مرونته السعرية في الأسواق. وقد تبين أن هذا مبرر كاف لبروز الطمع الاحتكاري في أسواق هذه السلع، ومن ثم إقرار المقصد الشرعي لتحريم ربا الفضل بوصفه درءاً لمفسدة الاحتكار في الأقوات وفقاً لما ذهب اليه الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله ونوّهت به مقولات الأئمة أبي حامد الغزالي وابن القيم رحمهما الله. وللتعبير عن هذا المقصد الشرعي باسلوب تحليلي مناسب، تم تطوير مشكلة البحث في هيئة نموذج اقتصادي مبسط يهدف لمناقشة الحجج الفقهية البديلة – حجية الغرر وسد الذريعة واسقاط غرض التنعم – والخلوص من ذلك الى إظهار المقصد الشرعي المذكور في إطار نظري مألوف.
|
|
|
آخر تحديث
11/29/2017 10:36:44 AM
|
|
|